21 نوفمبر 2024 | 19 جمادى الأولى 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

ناصر القطامي: ثبات الإنسان أمام المحن هو نتيجة علاقته المتينة بالله وكتابه وسنة نبيه

27 مارس 2016

لا شك أن موضوع الثبات عند الأزمات له من الأهمية مكان، لأن أمتنا تعيش اليوم أحوالا لا تخفى عن الجميع، من صراعات واضطرابات إقليمية وعالمية، أو في تغير الظروف، وأزماتنا نحن على الصعيد الشخصي، من تقصير وتراكم حبال الشهوات والشبهات على كثير منا، ونكوص البعض على عقبيه، وتراجعه عن طريق الالتزام والاستقامة.

ما هي حاجتنا للحديث عن موضوع الثبات؟

ما هي المَواطن التي نحتاج فيها إلى الثبات؟

ما هي وسائل الثبات؟

حول موضوع الثبات عند الشدائد والملمات يتحدث فضيلة الشيخ ناصر بن على القطامي، الداعية والمحاضر، مؤكدا أن الإنسان في غالب أحواله بحاجة إلى الثبات في دينه، فما سمي إنسانا إلا لأنه ينسى ويقصر، وتعتريه في طريق سعيه إلى الله تبارك وتعالى الكثير من العوارض والعوائق التي قد تتخطفه لتعيقه عن بلوغ مقصده الأسمى وهو بلوغ جنة ربه جل وعلا، من هنا حث الله على الثبات في آيات كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا} الأنفال:45، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يدعو: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) [الترمذي].

يرى فضيلة الشيخ أن الثبات هو رباط القلب، وهو سبب من أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة، وهناك نوعان من الثبات؛ ثبات دنيوي أمام الشهوات والمتغيرات والشبهات، يتأتى باعتزاز الإنسان بدينه وقيمه ومنهجه، وهناك الثبات الأخروي يحصل بحسن الخاتمة، والثبات في القبر عند السؤال، ويوم القيامة على الصراط.

من ناحية أخرى، نجد أننا في أمس الحاجة إلى أن نتلمس المواطن والمواقف الحاسمة التي نحتاج فيها إلى الثبات في عصرنا الحديث؛ مثل مواطن المساومات والإغراءات، مواطن الإفراط والتهاون في الصغائر، مواقع الهمز والإساءة لأهل الدين والصلاح، فأهل الباطل دوما يحاولون استمالة أهل الحق، وإضعاف تمسكهم بمنهجهم، والسعي لاستمالتهم لتقديم التنازلات والتفريط في الثوابت.

كيف نثبت أمام المصائب والمحن؟ لو مات للإنسان عزيز، أو خسر مالا، لو أصيب بمرض عضال، كيف نحقق الثبات؟

يقول فضيلة الشيخ أن أول وسيلة نحقق بها الثبات أمام المحن والمتغيرات هي صدق الإيمان بالله عز وجل، واليقين بالله والتوكل عليه، فبقدر إيمانك بقدر تثبيت الله لك، وكلما ضعف إيمان المرء وتهاون بذنوب الخلوات، كلما كان عرضة للانتكاس والانهزام أمام الفتن والابتلاءات.

من وسائل الثبات أيضا كثرة ذكر الله عز وجل، هنا ينبه الشيخ ناصر أننا أحيانا نعتني فقط في صلاح جوانب حياتنا بالجوانب المادية العملية، ونغفل الجوانب المعنوية والروحية، جميل أن نأخذ بالأسباب في أمور الدنيا من رزق ومال وأعمال، أو تربية الأبناء، أو العلاج والأمور الطبية والصحية، لكن ينبغي أن يسبق ذلك كله ويلحقه الالتجاء إلى رب الأسباب، فالاستغفار والذكر والدعاء هم من عوامل النجاة والثبات وتجاوز كل أزمات الحياة.

الأمر الآخر هو الحرص على إدامة النظر في القرآن، فالعبد إذا ما لازم القرآن صار من أهل الله، كما في الحديث: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) [سنن ابن ماجه]، ثم تأتي مسألة الارتباط بالعلماء والصالحين، وعدم الانغماس في مشاغل الدنيا وهجر مجالس العلم، حتى لو حرص كل مسلم على حضور مجالس العلم بين الفينة والأخرى، ولو للسلام على العلماء والفضلاء، كل ذلك يعين الإنسان على الثبات أمام الشدائد وتقلبات الزمان.

في نهاية حديثه يؤكد الشيخ القطامي أن ثباتك اليوم أمام المصيبة هو جراء علاقتك المتينة بالله وكتابه وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم-، علاقة متصلة مستمرة، وارتباط حياتي من المهد إلى اللحد.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت